السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.. قبل ان اطرح مشكلتي احب ان اشكر اخواني.. اخواتي القائمين على هذا المتنفس العظيم الذي ساعدني تصفحه على ان اضع بين يديكم حصاد سنوات عشتها بكتمان.
انا فتاه ابلغ من العمر 24 ادرس ادارة اعمال بدأت معانتي من 17 سنه كانت امي دائما تطردني من البيت وتقفل الابواب ما همهادموعي وصوت صراخي وخوفي من الظلام ماهمها اني بنت اذا فقدت شرفها فقدت طعم الحياة.
لين جاء اليوم الي تعرضت فيه للاغتصاب وبعدها قالت لي ياويلك اذا احدعرف بالي صار. معلومه: كنت دايم اصحى من النوم خايفه.. بدون ما اعرف السبب؟؟ واخاف اكون مع ولد لوحدي.. اخاف من الظلام.. الابواب المقفله..
الين عرفت باغتصابي وعمري 16 قالت لي امي ترى بطردك من البيت فجأة دخلت في عالم ثاني شفت كل شي صار بالتفصيل ما صحيت الاعلى كلمه قالتها امي تاكد ان هذا واقع مو حلم وانت تعرفين ايش صار.
معاملة امي لي قاسيه كانت توقفني في شمس الصيف بدون حذاء "اكرمكم الله " تطرد الخدم من البيت وتكلفني انا بالشغل وهي عليها حضور المناسبات.
تاخذ كتبي هي واخوي الكبير اذا جيت من المدرسه وما ترجعها الا اذا جيت انام. ما كنت انام قبل ما انضرب. كانت فارضه امرها في البيت ان ما احد يجلس معي ويكلمني.
والوالد قبل لا يسافر يحط المصروف عندها تعطي الكل الا انا ياكلون يشربون الاانا وباقي الاكل تخفيه.. تنزل الاسواق مع اخواتي وانا لا دائما اغراض العيد والمدرسه كنت اشتريها مع عمتي الله يرحمها...
والدي اهتم بسفراته و اصحابه ونسي امانه بيسئل عنها يوم القيامه كنت اتمنى ينقل عمله ويكون قريب مني يحميني من ظلم امي واخوي والحين ابغى من يحميني منه.
كنت اظنه رجل يعتمد عليها بس للاسف ياليته ما جاء تحرش فيني اكثر من مره في طفولتي.. والحين نظراته لي غير "حاولت ابرر لنفسي انه من الي شفته في طفولتي بس.. للاسف اخواتي لاحظوا "
طلبت منه اعيش في بيت جدي رفض وبشده.. ظلمني في دراستي.. يبيع في املاكي بدون اذن ويعطي فلوسها اخواني والداي واجب علي برهم لكن ما احبهم.. مو قادرة اسامحهم
عمري ما حسيت بالحب والحنان الي يعاملون به اخواني عمرهم ما ضموني لصدرهم ولا مسحوا دمعه من عيني حتى لمن امرض ما اشوفهم. اخوي الكبير تحرش فيني اكثر من مرة.. ما يمر يوم ما يمد يده علي ويضربني. مرت علي فترة ادمنت فيها على المنومات وبعدها حاولت الانتحار بس انكشفت ولا احد اهتم.
ما احب الاجتماعات اخاف من الضرب من الاصوات العاليه. هربت من مجتمعي لعالمي الخاص تركت دراستي اربع سنين اكتشفت فيها اني ظلمت نفسي زاد خوفي وتفكيري في الماضي وبعدين رجعت للجامعه ما اتكلم مع احد ولا اعرف احد.
وانا في داخلي ابغى اتكلم مع البنات ابغى اضحك اكون صداقات بس ما قدرت. الكل يقول عني غامضه دلوعه مغرورة.. ورجعت افكر اني اترك الجامعه.
مشكلتي: * احس بغربه ووحده.. ما اخرج من غرفتي.. اصلا ما اتحرك من سريري.. ما اشتهي الاكل.. ولا حتى الكلام.. ردودي دموع تنزل من عيوني.. بس اصحى اصلي وارجع انام.. ماعاد احس بفرح ولا حزن..
سمعت ان واحد يبي يتقدم لي مو عارفه ايش اسوي؟
خوفي من قرب والدي يقولي وافقي واذا وافقت المصيبه اكبر.
رد المستشار:
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده محمد صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا... اما بعد.
أشكرك اختي المباركة على هذه الثقة وأسأل المولى جل وعلى أن يفرج همك وأن يجعل لك من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا انه سميع مجيب كما اشكر لك السعي الجاد في البحث عن الحل وابشرك بأن من توكل على الله كفاه ومن وثق بالله اعانه ومن لجأ اليه فقد أوى الى ركن شديد..
لاشك أن موضوع الاغتصاب من الموضوعات الخطيرة ومن الامور التي تؤدي الى اثار نفسية قد تستمر فترة ليست بالقصيرة، وما ذكر في الاستشارة من اعراض ما هو الا نتاج لهذه الصدمة والتي تظهر فيها حالة من البكاء والضبابية والخوف والرعب والعداء للنفس والمجتمع والعصبية الواضحة تجاه كل المحيط بها وحالة من الخدران والانعزال من المجتمع وقد تؤدي الى حالة من الاكتئاب والادمان وقد تؤدي في الحالات الشديدة الى الانتحار أو محاولة ذلك بسبب الحياة السوداء المعتمة التي يراها الفرد المصاب الى غير ذلك من الاعراض......................... .
وقد اجتمعت الاعراض السابقة مع وجودك في جو أسري يعاني من مشكلات التفكك وقلة التراحم وفقدان معاني السكينة والطمأنينة الاسرية، بل ربما زاد ذلك كما ذكرت الى صور من السوء لا توجد الا في الاجواء البعيدة عن الله كمراودة الأخ لأخته وقبل ذلك بعض تصرفات الأب المشابهة عياذا بالله من ذلك.... .
ومع ذلك أختي تذكري أن الذي بعث فيك الأمل للبحث عن الحل والمخرج قادر على إحياء تلك الاسرة من جديد وايقاضها من سباتها واعادتها الى رشدها وعفتها وصلاحها، بل ربما يكون لك دور كبير في ذلك باذن الله.... .أختي اذكرك بأمور أرجو أن ترعي لها بالك واهتمامك:
1- تذكري أن ما حدث لك في الصغر لا ذنب لك فيه، ولم يحدث باختيار منك بل حدث باكراه، ومن رحمة الله بنا أن المكره اذا أكره على أمر معين فان الله تعالى لا يؤاخذه به حتى ولو ادى ذلك الى الكفر ما دام أن قلبه مطمئن بالإيمان، قال الله تعالى (إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان). قال الشافعي: "إن الله تعالى لما وضع الكفر عمّن تلفظ به حال الإكراه أسقط عنه أحكام الكفر ,كذلك سقط عن المكره ما دون الكفر، لأن الأعظم إذا سقط سقط ما هو دونه من باب أولى".وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه)).ولذلك فأنت بأمس الحاجة الى التخلص من ما يسمى بعقدة الذنب، والنظر الى الأمام لا الى الخلف.
2- أهمية التفاؤل والنظر الى الحياة بأسلوب اخر غير الذي اعتدت عليه، اخرجي من العزلة التي فرضت عليك في السابق بسبب منك أو من غيرك، الحياة ايتها الاخت أكبر من أن تختصر في زاوية سوداوية اندثرت وانتهت، الحياة انس بالله أولا والحياة أمل وتفاؤل وايجابية الحياة سعادة الحياة أنس وسرور.... كل هذه المعاني أنت في أمس الحاجة لها، غيري من حياتك أو كما يعبر الغزالي في (جدد حياتك) يقول رحمه الله: " ما قيمة لطم الخدود وشق الجيوب على حظ فات أو غرم ناب، ما قيمة أن ينجذب المرء بأفكاره ومشاعره الى حدث طواه الزمن ليزيد ألمه حرقة وقلبه لوعة.... لو أن أيدينا يمكنها أن تمتد الى الماضي لتمسك حوادثه المدبرة، فتغير منها ما تكره وتحورها على ما تحب لكانت العودة الى الماضي واجبة، ولهرعنا إليه جميعا نمحو ما ندمنا علي فعله ونضاعف ما قلت أنصبتنا منه، أما وذلك مستحيل فخير لنا أن نكرس الجهود لما نستأنف من أيام وليال ففيها وحدها العوض " أ.هـ، جددي حياتك مارسي ألوان جديدة من الأنشطة تعرفي على فتيات صالحات، التحقي ببعض المراكز والمعاهد المفيدة، تعلمي القران، أكثري من القراءة وتعلم العلم النافع، مارسي الرياضة المفيدة، الزيارات والرحلات، النزهات المنضبطة،.......... . .
3- اهمية اللجوء الى مالك الملك وخالق الخلق فهو الذي بيده ملكوت كل شيء، يقلب القلوب ويدبر الامر، الامر أمره والخلق خلقه، بادري بالصلاة والدعاء وقراءة القران وتدبر اياته، وانصحك بالاكثار من دعاء الكرب والشدة والهم والغم وهي موجودة في كتاب حصن المسلم وغيره من كتب الاذكار ولعل منها:
•عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بنِ مَسْعُود قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَا أَصَابَ أَحَدًا قَطُّ هَمٌّ وَلَا حَزَنٌ فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ نَاصِيَتِي بِيَدِكَ مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ أَوْ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي وَنُورَ صَدْرِي وَجِلَاءَ حُزْنِي وَذَهَابَ هَمِّي إِلَّا أَذْهَبَ اللَّهُ هَمَّهُ وَحُزْنَهُ وَأَبْدَلَهُ مَكَانَهُ فَرَجًا) قَالَ: فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا نَتَعَلَّمُهَا؟ فَقَالَ: (بَلَى يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهَا أَنْ يَتَعَلَّمَهَا). رواه أحمد، وصححه الشيخ الألباني في " السلسلة الصحيحة ".
• عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو عِنْدَ الْكَرْبِ يَقُولُ: (لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ). رواه البخاري ومسلم.
• وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَرَبَهُ أَمْرٌ قَالَ (يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ).
4- أهمية مراجعة عيادة متخصصة في الاستشارات أو الطب النفسي فأنت بحاجة الى بعض الجلسات العلاجية، وذلك لمساعدتك في التخلص من اثار الصدمات النفسية القديمة والذكريات المكبوتة لديك، وهذا أرى عدم التأخر فيه والمسارعة اليه.
5- ماذكرت من تقدم أحدهم لخطبتك أرى أنه قد يكون حلا باذن الله تعالى لمعاناتك وبداية لحياة جديدة وحياة سعيدة باذن الله، فقط تحري وتأكدي أن هذا الزوج كما قال عنه صلى الله عليه وسلم (اذا اتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه) فاذا كان كذلك فأبشري ولا تترددي، وكل ما عليك فعله هو الاستعانة بالله تعالى وصلاة الاستخارة والدعاء بعدها بالمأثور عنه صلى الله عليه وسلم والمضي قدما في ما ترين أنه الافضل وسيعينك الله تعالى، أما موضوع التخوف من الماضي ومن افتضاح الأمر لدى الزوج فتأكدي أن من طلب الستر فسيستره الله تعالى وهو الرحيم بنا جل وعلا، وتأكدي أن لدى الازواج من المعلومات مايفيد بأنه ليس شرطا أن تظهر العلامات المعروفة (ليلة الدخلة والدالة على البكارة).
وقد نص الفقهاء قديما والأطباء حديثا على ذلك فذكروا أن الوثبة (القفزة) وشدة الحيضة والحمل الثقيل وغيرها.... قد تذهب العذرة (أي البكارة)، بل ربما تسقط الفتاة في الصغر فيكون ذلك، وما عليك إلا الاستعانة بالله تعالى والتوكل عليه وعدم السماح للزوج بالخوض والحديث في مثل هذه المواضيع والتشكيك – ان حصل ذلك – وتذكير الزوج بأن الخوض في ذلك هو معول الهدم للحياة الزوجية المستقرة.
أسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد واتمنى تواصلك مع الموقع وموافاتنا بالجديد والله يحفظكم.
الكاتب: أ. محمد خلف الغامدي
المصدر: موقع المستشار